'الحضري' والخمووووووور شوف حارسكو بيعمل ايه

من الواضح أن 'عصام الحضري' نجم المنتخب الوطني ونادي سيون السويسري بات مادة خصبة للإعلام المصري.. فكلما هدأت الأوضاع وتناسى الناس 'الحضري'، وهروب 'الحضري' تفجرت قضية جديدة بطلها 'الحضري'، وكأن الإعلام أصبح متفرغًا لـ'لحضري' ومتابعة 'الحضري'.. ففي الأونة الأخيرة اكتشف شخص ما (بالتلكيك) أو ربما بالمصادفة أن 'الحضري' يرتدي قميص نادي سيون السويسري، وهو يحمل شعاراً لأحد منتجات الخمور، ومن هنا بدأت القصة: هل 'الحضري' فاسق ويحرِّض على الفسق والمجون؟ أم أنه لا يعلم ولا غبار عليه؛ لأن النادي هو الذي يحدد القميص الذي يرتديه اللاعبون؟

ظهر رأيان متباينان في هذا الشأن، وعلى طريقة فيلم (مراتي مدير عام.. بتاعة 'ابن جنبل' قال: ينقض.. و'أبو حنيفة' قال: ما ينقضش)، هكذا وكما ذكرت أحد المواقع الإخبارية على النت بأن المفكر الإسلامي 'جمال البنا' اعتبر أن 'الحضري' لم يخطئ، وارتداؤه قميصًا يحوي إعلانا عن الخمور لا يجعله آثما في مجتمع يشكل فيه المسلمون أقلية، ويحكمهم بالتالي فقه الأقليات، وأشار أنه لا يمكن أن نطلب منه أن يلغي تعاقده والعودة بسبب ذلك. ليس عليه إثم، وحاله يقاس على حال أي موظف مسلم يعمل في مكان يباع وتشرب فيه الخمور، فهو لا يجب أن يترك عمله، ويجلس في بيته بسبب ذلك، خصوصاً إذا كان يعمل في الغرب وفي مجتمعات تتناول الخمور كأي شراب عادي، واختتم كلامه بأن الإسلام يُسرٌ لا عسر، والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}. ومن الجهل تحميله مسؤولية دينية على قميص ناديه، ومطالبته بأن يرفض ذلك ويعتبره إساءة للإسلام، فهو واحد ضمن فريق، ويعرف مقدمًا أنه سيلعب في الغرب، وبموجب ثقافة مختلفة عن ثقافته الأصلية..

ذلك في الوقت الذي أكد فيه أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية 'محمد رأفت عثمان' أن الحرام واحد، ولا يختلف في الداخل عنه في الخارج، ومن ثم لا يجوز له ارتداء هذا القميص، وفي حالة إصرارهم، فيجب أن يفسخ تعاقده، وأشار إلى أنه في هذه الحالة يجب أن يفسخ عقده 'لأن المسلم إذا خُيِّر بين الحلال والحرام عليه أن يختار الحلال حتى لو كان سيخسر أموال الدنيا كلها. هذا هو حكم الشرع ولا التفاف حوله'.

أحب أن أوضح أولاً أنني لا أدافع عن 'الحضري'، ولا أنفي عنه الخطأ، ولكن أحاول ألا تدفعني العاطفة إلى حشد الكراهية والحقد لشخص ما زال يحمل الجنسية المصرية، ويلعب بفانلة منتخبها، وسواء اتفقنا مع أي من الرأيين السابقين أو اختلفنا أو حتى خضنا في مدى تديّن 'الحضري' وقوة إيمانه.. فالشيء الوحيد الذي تأكدت منه هو أن 'الحضري' لا يجيد سوى اللغة العربية أو بالمعنى الأصح العامية.. بما يعني أن اللاعب لا يعرف أي شيء عن الإعلانات التي يحملها قميص النادي.. والشيء المهم الآخر الذي أردت توضيحه من هذا المقال هو أن أي لاعب لا يستطيع اختيار قميص معين للنادي الذي يلعب له.. وبالإثبات فإن اللاعب المالي المسلم 'كانوتيه' والذي يجيد أكثر من لغة -مش الدمياطية بس- ولا يختلف اثنان على تدينه وقوة إيمانه لا يمانع أن يرتدي قميص فريقه الذي يحمل الصليب.

والسؤال الآن: هل لو انتقل 'أحمد حسام' (ميدو) أو 'حسام غالي' إلى فريق ليفربول الذي يحوي ماركة Carlsberg وهي أشهر ماركات البيرة على صدر الفانلة التي تحوي بداخلها شعير وكحوليات -على حد علمي- هل نترك ضجة الانتقال، وأن المصريين أحفاد الفراعنة وصلوا لقمة الاحتراف والعالمية بارتداء فانلة الريدز أو الحُمر أم نطالبهم بعدم الانتقال بسبب شعار الفانلة؟؟؟؟!!!
استفتوا قلوبكم قبل ردكم.. هل 'الحضري' يستحق كل هذا العداء؟!!!